كلما رايت هذه الصورة يسخن الدم في عروقي, واتذكر انه في احد الايام وانا سائق دولي توقفت ذات مساء بمدينة مارساي الفرنسية في موقف للحافلات قرب محطة القطار. فاعجبني ان اتمشى للاستطلاع والشارع على هضبة, فاذا بي اجد نفسي متوقفا امام احدى الحدائق الجميلة بتماثيلها على شكل اسود .
كان الجو صحوا فجلست على احد الكراسي وسطها اتامل ذاك الكم الهائل من العمارات والتي تشبه الى حد بعيد عماراتنا .
فجات ركلني احدهم بقدمه على ركبتي.
كانا رجلا امن يقفان امامي كانهم ضبطوا مجرما وطلبا وثائقي .
لم افتح فمي بل استجبت للامر وبعد فحص جواز سفري بدقة متناهية اثار انتباههم مدة التاشيرة التي تبدو جليا انها سنة فامراني بمرافقتهما الى المخفر لانهما يشكان في صحة الجواز, استجبت مرة اخرى للامر وانا ابتسم وفي المخفر بدءا يستعرضان عضلاتهما لفترة حتى دخل رئيسهما فاخدني احدهم بقوة من دراعي ليدخلني الى مكتبه ...
وبعد ان تاكد الجميع ان جوازي غير مزور وان التاشيرة سليمة انتبها الى انني امتهن السياقة عندها قال العنصري لماذا كنت تجلس بتلك الحديقة واسماها jardin des indigènes ..رغم انها لأ تحمل نفس الاسم في الحقيقة لكنه اسم متعارف عليه عندهم لكونها يجتمع فيها كل المغاربيين نهاية الاسبوع وخصوصا الكهول منهم ...وقالا ايضا اهكذا تكون السياحة في بلد كفرنسا
لم استطع ضبط نفسي بعدها . فقلت بفرنسيتي المتلعتمة .. est ce que la France est vraiment un pays d égalité et de fraternité et de liberté..bien sûr que non ..
.فقال لي الشرطي وماذا تعرف عن فرنسا غير ما ذكرت . فرنسا هي من تساعدكم في كل شيء وفي المقابل تثيرون لها المشاكل بعرقكم ومعتقداتكم .. فقلت اعرف عن فرنسا مالا تعرفه انت بينما انت لا تعرف عنا اي شيء . اتكلم لغتك ولا تستطيع ان تنطق حرفا من لغتي اعرف تاريخك الذي انت تجهله مثلا انت تجهلكل شيء عن نابليون وتاريخه وتجهل كيف كانت فرنسا ايام الجهل والمرض والخوف وتجهل كل شيء عن مثقفي وعلماء فرنسا كفيكتور هيجو ولويس باستور هل سبق ان قرات كتاب البؤساء او نوتر دام دو باري. واكثر من كل هذا من حقق لفرنسا النصر واستعاد حريتها ضد النازيين من رفع عاليا علم فرنسا غير المغاربيين les indigènes هل تعرف حتى لماذا ..فلاحظت اصفراره وصمته الرهيب..فقلت بعد ان ايقنت انني لن اخرج من المخفر ...vous ne savez pas pourquoi...et bien parce que à cette
époque les français n avaient
pas de couilles...كاد ان يهاجمني لولا تدخل سيادة الرئيس الذي اعتذر لي واطلق سراحي
هي قصة وقعت لي في فرنسا وكانت لحظات مخيفة وفي المقابل كرامتي كمغربي ولست انساها ابدا. هم مجرد ناكري الجميل بامتياز